الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيلَ وَٱلْنَّهَارَ وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ وَٱلْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }

قوله جلّ ذكره: { وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيلَ وَٱلْنَّهَارَ }.

الليل والنهار ظرفا الفعل، والناس في الأفعال مختلفون: فموفَّقٌ ومخذول؛ قالموفَّق يجري وقته في طاعة ربه، والمخذول يجري وقته في متابعة هواه.

العابد، يكون في فَرْضِ يقيمه أو نَفْلٍ يديمه، والعارف في ذكره وتحصيل أوراده بما يعود على قلبه فيؤنسه، وأما أرباب التوحيد فهم مُخْتَطَفُون عن الأحيان والأوقات بغلبة ما يَرِدُ عليهم من الأحوال كما قيل:
لستُ أدري أطال لَيْلِي أم لا   كيف يدري بذاك مَنْ يَتَقَلَّى؟
لو تَفَرَّغْتُ لاستطالة لَيْلِي   ورعيت النجومَ كنت مُخِلاَّ
قوله جلّ ذكره: { وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ وَٱلْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }.

هذا في الظاهر، وفي الباطن نجوم العلم وأقمار المعرفة وشموس التوحيد.