غداً كلٌّ مشغولٌ بنفسه، ليس له فراغ إلى غيره. وعزيزٌ عبدٌ لا يشتغل بنفسه، قال صلى الله عليه وسلم: " من كان بحالٍ لقي الله بها " إنما يكون الفارغ غداً من كان اليوم فارغاً، ويجادل عن نفسه من كان له اليوم اهتمامٌ بنفسه. والمؤمن لا نَفْسَ له؛ قال تعالى:{ إِنَّ ٱللَّهَ ٱشْتَرَىٰ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ } [التوبة: 111] اشتراها الحقُّ منهم، وأودعها عندهم، فليس لهم فيها حق، وإنما يراعون فيها أمرَ الحق.