لم يستوحش الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - من تكذيبهم، وخفاءِ حاله وقَدْرِه عليهم.. وأيُّ ضررِ يلحق مَنْ كانت مع السلطان مُجَالَسَتُه إذا خَفِيَتَ على الأَخَسِّ مِنَ الرعيةِ حالتُه؟ ثم إنه أقام الحجةَ في الردِّ عليهم حيث قال: { لِّسَانُ ٱلَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ }: فَمِن فَرْطِ جهلهم توهموا أنَّ القرآنَ - الذي عجز كافةُ الخَلْق عن معارضته في فصاحته بلاغته - مقولٌ وحاصلٌ باتصاله بِمَنْ هو أعجمي النطق.