الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ } * { وَرَأَيْتَ ٱلنَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفْوَاجاً } * { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَٱسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً }

قوله جلّ ذكره: { إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ }.

النصرُ الظَّفَرُ بالعدوِّ، و { وَٱلْفَتْحُ } فتح مكة.

{ وَرَأَيْتَ ٱلنَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفْوَاجاً }.

يُسْلِمون جماعاتٍ جماعاتٍ.

{ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَٱسْتَغْفِرْهُ }.

أكْثِرْ حَمْدَ ربِّكَ، وصلِّ له، وَقَدِّسْه.

ويقال: صَلِّ شكراً لهذه النعمة.

{ وَٱسْتَغْفِرْهُ } وسَلْ مغفرته.

{ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً }.

لِمَنْ تاب؛ فإنه يقبل توبته.

ويقال: نصرة الله - سبحانه - له بأنْ أفناه عن نَفْسِه، وأبعد عنه أحكامَ البشرية، وصفَّاه من الكدورات النفسانية. وأمَّا " الفتح ": فهو أنْ رقَّاه إلى محلِّ الدنو، واستخلصه بخصائص الزلفة، وألبسه لِباسَ الجمع، واصطلمه عنه، كان له عنه، ولنَفْسِه - سبحانه - منه، وأظهر عليه ما كان مستوراً من قَبْلُ من أسرارِ الحقِّ، وعَرَّفَه - من كمال معرفته به - ما كان جميعُ الخَلْقِ متعطشاً إليه.