أي قُمْ - بشرط العبودية - بصنع السفينة بأمرنا، وتحقق بشهودنا، وأنَّك بمرأىً منا. ومَنْ عَلِمَ اطلاَعه عليه لم يلاحِظْ نَفْسَه ولا غيرَه، لا سيما وقد تحقق بأنَّ المُجْرِي هو سبحانه. وقال له: راعِ حَدَّ الأدَبِ، فما لم يكن لك إذْنٌ منا في الشفاعة لأحدٍ فلا تُخاطِبْنا فيهم. ويقال سبق لهم الحكمُ بالغَرَقِ - وأمواج بحر التقدير تتلاطم - فكلٌّ في بحار القدرة مُغْرَقُون إلا من أهَّلَه الحقُّ بِحُكْمِه فَحَمَلَه في سفينة العناية. ويقال كان قومُ نوحٍ من الغَرْقَى في بحار القَطْرِة، ومِنْ قبلُ كانوا غرقى في بحار القدرة.