الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِيۤ إِنْ أَرَدْتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ ٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }

مَنْ لم يُساعده تعريفُ الحقِّ - بما له بحكم العناية - لم ينفعه نُصْحُ الخَلْقِ في النهاية.

ويقال مَنْ لم يُوَصِّلْه الحقُّ للوصال في آزاله لم ينفعه نُصْحُ الخَلْقِ في حاله.

ويقال مَنْ سَبَقَ الحُكْمُ له بالضلالة أَنَّى ينفعه النصحُ وبَسْطُ الدلالة؟

ويقال من لم تساعدْه قسمةُ السوابق لم ينفعه نُصْحُ الخلائق.

قوله: { إِن كَانَ ٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ }: من المحال اجتماع الهداية والغواية؛ فإذا أراد اللَّهُ بقوم الغواية لم يصح أن يقال إنهم من أهل الهداية.

ثم بيَّن المعنى في ذلك بأن قال: { هُوَ رَبُّكُمْ } لِيَعْلَم العالِمون أَنَّ الربَّ تعالى له أن يفعل بعباده ما شاء بحكم الربوبية.