الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ } * { فَذَلِكَ ٱلَّذِي يَدُعُّ ٱلْيَتِيمَ } * { وَلاَ يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ } * { فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ } * { ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ } * { ٱلَّذِينَ هُمْ يُرَآءُونَ } * { وَيَمْنَعُونَ ٱلْمَاعُونَ }

قوله جلّ ذكره: { أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ }.

نزلت الآية على جهة التوبيخ، والتعجُّبِ من شأن تظلُّم اليتيمِ من الكفار.

فقال: { أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ } ، وبالحساب والجزاء؟

{ فَذَلِكَ ٱلَّذِي يَدُعُّ ٱلْيَتِيمَ }.

يدفعه بجفوة، ويقال: يدفعه عن حقِّه.

{ وَلاَ يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ }.

أي: لا يَحُثُّ على إطعام المسكين، وإنما يدعُّ اليتيم؛ لأنَّ اللَّهَ تعالى قد نزع الرحمةَ من قلبه " ولا تنزع الرحمة إلاَّ من قلبِ شقيٍّ ".

وهو لا يحث على طعام المسكين، لأنه في شُحِّ نَفْسِه وأَمْرِ بُخْلِه.

قوله جلّ ذكره: { فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ ٱلَّذِينَ هُمْ يُرَآءُونَ }.

السَّاهي عن الصلاة الذي لا يُصَلِّي. ولم يقل: الذين هم في صلاتهم ساهون.. ولو قال ذلك لكان الأمرُ عظيماً.

{ ٱلَّذِينَ هُمْ يُرَآءُونَ }: أي يصلون ويفعلون ذلك على رؤية الناس - لا إخلاصَ لهم.

{ وَيَمْنَعُونَ ٱلْمَاعُونَ }.

الماعون: مثل الماء، والنار، والكلأ، والفأس، والقِدْر وغير ذلك من آلةِ البيت.

ويدخل في هذا: البُخْلُ، والشُّحُّ بما ينفع الخَلْقَ مما هو مُمْكِنٌ ومُسْتَطاع.