قوله جلّ ذكره: { ويْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ }.
يقال: رجلٌ هُمَزَةٌ لُمَزة: أي كثيرُ الهَمْزِ واللَّّمزِ للناس وهو العيب والغيبة.
ويقال: الهُمَزَة الذي يقول في الوجه، واللُّمزة الذي يقول مِنْ خَلْفِه.
ويقال: الهَمْزُ الإشارةُ بالرأس والجَفْنِ وغيره، واللَّمْزُ باللسان.
ويقال: الهُمَزة الذي يقول ما في الإنسان، واللُّمَزَة الذي يقول ما ليس فيه.
قوله جلّ ذكره: { ٱلَّذِى جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ }.
" جمَّع " بالتشديد على التكثير، وبالتخفيف.
{ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ }.
أي: يُبْقِيه في الدنيا. كلاَّ ليس كذلك:
{ كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي ٱلْحُطَمَةِ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْحُطَمَةُ نَارُ ٱللَّهِ ٱلْمُوقَدَةُ ٱلَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى ٱلأَفْئِدَةِ }.
ليُطْرَحَنَّ في جهنَّم. { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْحُطَمَةُ }؟ على جهة التهويل لها.
فهم في نار الله الموقدة التي يبلغ أَلَمُها الفؤاد.
{ إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ }.
مُطْبَقة.
{ فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِ }.
" عَمَد ": جمع عماد. وقيل: إنها عُمُدٌ من نارٍ تُمدَّدُ وتُضْرَبُ عليهم؛ كقوله:{ أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا } [الكهف: 29].
ويقال: الغِنَى بغيرِ اللَّهِ فَقْرٌ، والأُنْسُ بغيره وَحْشَة، والعِزُّ بغيره ذُلُّ.
ويقال: الفقيرُ مَنْ استغنى بمالِه، والحقيرُ: مَنْ استغنى بجاهِه، والمُفْلِسُ: مَنْ استغنى بطاعته، والذليلُ: من استغنى بغير الله، والجليلُ: من استغنى بالله.
ويقال: بَيَّنَ أن المعرفة إذا اتَّقَدتْ في قلب المؤمن أحرقت كلَّ سْؤْلٍ وأَرَبٍ فيه، ولذلك تقول جهنّمُ - غداً - للمؤمن: " جُزْ، يا مؤمن.. فإنّ نورَك قد أَطْفَأَ لَهَبي "!