الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ ويْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ } * { ٱلَّذِى جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ } * { يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ } * { كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي ٱلْحُطَمَةِ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْحُطَمَةُ } * { نَارُ ٱللَّهِ ٱلْمُوقَدَةُ } * { ٱلَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى ٱلأَفْئِدَةِ } * { إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ } * { فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِ }

قوله جلّ ذكره: { ويْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ }.

يقال: رجلٌ هُمَزَةٌ لُمَزة: أي كثيرُ الهَمْزِ واللَّّمزِ للناس وهو العيب والغيبة.

ويقال: الهُمَزَة الذي يقول في الوجه، واللُّمزة الذي يقول مِنْ خَلْفِه.

ويقال: الهَمْزُ الإشارةُ بالرأس والجَفْنِ وغيره، واللَّمْزُ باللسان.

ويقال: الهُمَزة الذي يقول ما في الإنسان، واللُّمَزَة الذي يقول ما ليس فيه.

قوله جلّ ذكره: { ٱلَّذِى جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ }.

" جمَّع " بالتشديد على التكثير، وبالتخفيف.

{ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ }.

أي: يُبْقِيه في الدنيا. كلاَّ ليس كذلك:

{ كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي ٱلْحُطَمَةِ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْحُطَمَةُ نَارُ ٱللَّهِ ٱلْمُوقَدَةُ ٱلَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى ٱلأَفْئِدَةِ }.

ليُطْرَحَنَّ في جهنَّم. { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْحُطَمَةُ }؟ على جهة التهويل لها.

فهم في نار الله الموقدة التي يبلغ أَلَمُها الفؤاد.

{ إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ }.

مُطْبَقة.

{ فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِ }.

" عَمَد ": جمع عماد. وقيل: إنها عُمُدٌ من نارٍ تُمدَّدُ وتُضْرَبُ عليهم؛ كقوله:أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا } [الكهف: 29].

ويقال: الغِنَى بغيرِ اللَّهِ فَقْرٌ، والأُنْسُ بغيره وَحْشَة، والعِزُّ بغيره ذُلُّ.

ويقال: الفقيرُ مَنْ استغنى بمالِه، والحقيرُ: مَنْ استغنى بجاهِه، والمُفْلِسُ: مَنْ استغنى بطاعته، والذليلُ: من استغنى بغير الله، والجليلُ: من استغنى بالله.

ويقال: بَيَّنَ أن المعرفة إذا اتَّقَدتْ في قلب المؤمن أحرقت كلَّ سْؤْلٍ وأَرَبٍ فيه، ولذلك تقول جهنّمُ - غداً - للمؤمن: " جُزْ، يا مؤمن.. فإنّ نورَك قد أَطْفَأَ لَهَبي "!