قوله جلّ ذكره: { أَلْهَاكُمُ ٱلتَّكَّاثُرُ حَتَّىٰ زُرْتُمُ ٱلْمَقَابِرَ }. أي: شَغَلَكم تَفَاخُرُكم فيما بينكم إلى آخر أعماركم إلى أَنْ مِتُّم. ويقال: كانوا يفتخرون بآبائهم وأسلافهم؛ فكانوا يشيدون بذكر الأحياء، وبمن مضى من أسلافهم. فقال لهم: شَغَلكم تفاخركم فيما بينكم حتى عَدَدْتم أمواتكم مع أحيائِكم. وأنساكم تكاثركم بالأموال والأولاد طاعةَ الله. { كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ }. على جهة التهويل. { كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ ٱلْيَقِينِ }. أي: لو علمتم حقَّ اليقين لارتدعتم عمَّا أنتم فيه من التكذيب. { لَتَرَوُنَّ ٱلْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ ٱلْيَقِينِ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ }. أراد جميعَ ما أعطاهم اللَّهُ من النعمة، وطالَبهم بالشكر عليها. ومن النعيم الذي يُسَألُ عنه العبد تخفيفُ الشرائع؛ والرُّخَصُ في العبادات. ويقال: الماء الحار في الشتاء، الماء البارد في الصيف. ويقال: منه الصحَّةُ في الجسد، والفراغ. ويقال: الرضاءُ بالقضاء. ويقال: القناعة في المعيشة. ويقال: هو المصطفى صلى الله عليه وسلم.