الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلْهَاكُمُ ٱلتَّكَّاثُرُ } * { حَتَّىٰ زُرْتُمُ ٱلْمَقَابِرَ } * { كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ } * { ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ } * { كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ ٱلْيَقِينِ } * { لَتَرَوُنَّ ٱلْجَحِيمَ } * { ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ ٱلْيَقِينِ } * { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ }

قوله جلّ ذكره: { أَلْهَاكُمُ ٱلتَّكَّاثُرُ حَتَّىٰ زُرْتُمُ ٱلْمَقَابِرَ }.

أي: شَغَلَكم تَفَاخُرُكم فيما بينكم إلى آخر أعماركم إلى أَنْ مِتُّم.

ويقال: كانوا يفتخرون بآبائهم وأسلافهم؛ فكانوا يشيدون بذكر الأحياء، وبمن مضى من أسلافهم.

فقال لهم: شَغَلكم تفاخركم فيما بينكم حتى عَدَدْتم أمواتكم مع أحيائِكم. وأنساكم تكاثركم بالأموال والأولاد طاعةَ الله.

{ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ }.

على جهة التهويل.

{ كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ ٱلْيَقِينِ }.

أي: لو علمتم حقَّ اليقين لارتدعتم عمَّا أنتم فيه من التكذيب.

{ لَتَرَوُنَّ ٱلْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ ٱلْيَقِينِ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ }.

أراد جميعَ ما أعطاهم اللَّهُ من النعمة، وطالَبهم بالشكر عليها.

ومن النعيم الذي يُسَألُ عنه العبد تخفيفُ الشرائع؛ والرُّخَصُ في العبادات.

ويقال: الماء الحار في الشتاء، الماء البارد في الصيف.

ويقال: منه الصحَّةُ في الجسد، والفراغ.

ويقال: الرضاءُ بالقضاء. ويقال: القناعة في المعيشة.

ويقال: هو المصطفى صلى الله عليه وسلم.