الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } * { وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَلِكَ لَشَهِيدٌ } * { وَإِنَّهُ لِحُبِّ ٱلْخَيْرِ لَشَدِيدٌ } * { أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي ٱلْقُبُورِ } * { وَحُصِّلَ مَا فِي ٱلصُّدُورِ } * { إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ }

{ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ }.

هذا هو جوابُ القَسَمِ.

{ لَكَنُودٌ }: أي لكَفُور بالنعمة.

{ وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَلِكَ لَشَهِيدٌ }.

أي: وإنه على كنوده لشهيد.

{ وَإِنَّهُ لِحُبِّ ٱلْخَيْرِ لَشَدِيدٌ }.

أي: وإنه لبخيلٌ لأجل حُبِّ المال.

قوله جلّ ذكره: { أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي ٱلْقُبُورِ }.

أي: بُعِثَ الموتى.

{ وَحُصِّلَ مَا فِي ٱلصُّدُورِ }.

بُيِّنَ ما في القلوب من الخير والشرِّ.

{ إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ }.

أفلا يعلم أن اللَّهَ يُجازيهم - ذلك اليومَ - على ما أسلفوا، ثم قال عَلَى الاستئناف: { إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ }.

ويقال في معنى الكَنُود: هو الذي يَرَى ما إليه مِنْ البَلْوَى، ولا يرى ما هو به مِنْ النُّعْمَى.

ويقال: هو الذي رأسُه على وسادة النعمة، وقَلبُه في ميدان الغفلة.

ويقال: الكَنُود: الذي ينسى النِّعَم ويَعُدُّ المصائب.

وقوله: { وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَلِكَ لَشَهِيدٌ } ، يحتمل: وإِنَّ اللَّهَ على حاله لشهيد.