الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }

" الفضل ": الإحسانُ الذي ليس بواجبٍ على فاعله " والرحمة " إرادة النعمة وقيل هي النعمة.

والإحسان على أقسام كذلك النعمة، ونِعَمُ اللَّهِ أكثر من أَنْ تحْصَى.

ويقال الفضل ما أتاح لهم من الخيرات، والرحمة ما أزاحَ عنهم من الآفات.

ويقال فضل الله ما أكرمهم من إجراء الطاعات، ورحمته ما عَصَمَهم به من ارتكاب الزَّلات. ويقال فضل الله دوام التوفيق ورحمته تمام التحقيق.

ويقال فضل الله ما يُخصُّ به أهل الطاعات من صنوف إحسانه، ورحمته يخصُّ به أهلَ الزلاَّت من وجوه غفرانه.

ويقال فضل الله الرؤية، ورحمته إبقاؤهم في حالة الرؤية.

ويقال فضل الله المعرفة في البداية، ورحمته المغفرةُ في النهاية.

ويقال فضل الله أَنْ أَقَامَكَ بشهود الطلب، ورحمته أن أشهدك حقَّه بحكم البيان إلى أنْ تراه غداً بكشف العيان.

قوله جلّ ذكره: { فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ } أي بما أهَّلَهم له، لا بما يتكلَّفون من حَرَكاتهم وسَكَنَاتهم، أو يَصِلُونَ إليه بنوعٍ من تكلفهم وتعملهم. { هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }: أي ما تُتْحَفُونَ به من الأحوال الزاكية خيرٌ مِمَّا تجمعون من الأموال الوافية.

ويقال الذي لَكَ منه - في سابق القسمة - خيرٌ مما تتكلَّفُه من صنوف الطاعة والخدمة.