كما تفرَّد بإبداع الضُرِّ واختراعه فلا شريكَ يُعْضِّدُه.. كذلك توحَّدَ بكشف الضُرِّ وصَرْفِه فَلا نصيرَ يُنْجِدُه. ويقال هوَّنَ على المؤمِن الضُرَّ بقوله: { وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ } حيث أضافه إلى نفسه، والحنظلُ يُسْتَلذُّ مِنْ كفِّ مَنْ تحبه. وفَرَّقَ بين الضُرِّ والخير بإضافة الضرِّ إليه فقال: { وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ } ولم يقل: وإنْ يُرِدْكَ بضرٍ- وإنْ كان ذلك الضرُّ صادراً عن إرادته- وفي ذلك من حيث اللفظ دِقّة. ويقال: عَذُبَ الضرّ حيث كان نفعه؛ فلمَّا أوجب مقاساة الضُّرِّ من الحرَبَ أبدل مكانَه السرورَ والطَّرَب.