الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ }

قوله تعالى: { لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ } [الآية: 128].

أخبرنا على بن الحسن البلخى قال: حدثنا عبد الله بن عجلان الزنجانى قال: حدثنا أبو عثمان أحمد بن غالب قال: حدثنا أبو عاصم عن بهز بن حكيم عن الحسن عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد جاءكم رسول من أنفسكم قال: على بن أبى طالب عليه السلام: ما معنى من أنفسكم قال: من أَنْفَسِكُم نفسًا ونسبًا وحسبًا وصهرًا، ليس فى آبائك من لدن آدم سفاح كلنا نكاح ".

قال الخراز: أثبت لنفسك خطرًا حين قال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أنفسكم. قال الحسين: من أجلالكم نفسًا وأعلاكم همة، جاء بالكونين عوضًا عن الحق، وما طغى قلبه عن موافقته.

قال ابن عطاء: نفسه موافقة لا نفس الخلق، خلقه ومباينة لها حقيقة فإنها نفس مقدسة بأنوار النبوة، مريدة بمشاهدة الحقائق ثابتة فى المحل الأدنى والمقام الأعلىمَا زَاغَ ٱلْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ } [النجم: 17].

قوله تعالى: { عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ }.

قال بعضهم قوله عزيز عليه قال: يشق عليه ركوبكم مراكب الخلاف.

قوله تعالى: { حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِٱلْمُؤْمِنِينَ } الآية.

قال ابن عباس: حريص على هدايتكم، لو كانت الهداية إليه مشفق على من اتبعه أن تأتيه نزغة من نزغات الشيطان الرجيم عليه، يستجلب برحمته له رحمة الله إياه.

وقال: حريص عليكم أن تبلغوا محل أهل المعرفة.

قال جعفر الصادق عليه السلام: علم الله عجز خلقه عن طاعته فعرفهم ذلك، لكى يعلموا أنهم لا ينالون الصفو من خدمته وأقام بينه وبينهم مخلوقًا من جنسهم فى الصورة، فقال { لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ } الآية.

وألبسهُ من نعته الرأفة والرحمة وأخرجهُ إلى الخلق سفيرًا صادقًا، وجعل طاعته طاعته وموافقته موافقته فقال:مَّنْ يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ ٱللَّهَ } [النساء: 80].