قوله تعالى: { لَقَدْ تَابَ الله عَلَىٰ ٱلنَّبِيِّ وَٱلْمُهَاجِرِينَ وَٱلأَنصَارِ } [الآية: 117]. قال بعضهم: توبة النبى هى مقدمة توبة الأمة، ليصح بالمقدمة التوابع من توبة التائبين. قال بعضهم: توبة الأنبياء لمشاهدة الحق فى وقت الإبلاغ، لا يغيبون عن الحضرة، بل لا يحضرون مواضع الغيبة، لأنهم فى عين الجمع أبدًا. قوله تعالى: { ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوۤاْ }. قال ابن عطاء: قطعهم بِميتةٍ عن أوصافهم. قال الواسطى رحمة الله عليه: التوبةُ المقبولةُ مقبولةٌ قبل الخطيئة وقبل قصد التوبة، قال الله { ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوۤاْ }. قال النصرآباذى: متى تاب عليهم حين لا متى قبل التوبة عنهم بإياه لإياه، حين لم يكن آدم، ولا كون أزال عنهم بذلك كل علةٍ أبدًا. شعر:
إذا مرضتم أتيناكم نعودكـم
وتذنبـون فنأتيكـم فنعتــذر
سُئل أبو حفص عن التوبة فقال: ليس للعبد من التوبة شىء، لأن التوبة إليه لا منه.