قال أبو صالح حمدون: إذا أخذت الميزان بيدك فاذكر ميزان القسط عليك، واحذر من الويل الذى وعد الله فيه بقوله: { وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ }. وقال أيضًا: ويل لمن يبصر عيوب أخيه، ويعمى عن عيوبه فإن ذلك التطفيف. سئل أبو حفص عن قوله: { وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ } قال: الذى يستوفى حقه من الخلق، ولا يوفيهم حقوقهم، ويقتضى حقه، ولا يقضى حقوقهم، ويبصر عيوبهم فيعيرهم بها وهو يرتكب مثل ذلك وأفظع منها فيغفل عنها. وقال أبو عثمان: حقيقة هذه الآية والله أعلم عندى هو: من يحسن العبادة على رؤية الناس وينسى إذا خلا. قال الله: { أَلا يَظُنُّ أُوْلَـٰئِكَ أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ } إنهم لا بد لهم من المحاسبة والرجوع إلىَّ بأعمالهم.