الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ فِيۤ أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ }

قال الواسطى رحمة الله عليه: فى أى حالة ما شاء قصد بك إليه.

وقال بعضهم: أى ضياء الأرواح وظلمتها فمن ركَّبه على صورة الولاية ليس كمن فطره على نعت العداوة، ومنهم من صورته على صورة العناية والدعاية فذلك العالى الفائق فى شرفه، وإن لم يكن اكسب من شرفه شيئاً.

وقال بعضهم: فى أى حالة ما شاء قصد بك إليه.

قال الحسن: من قصده بنفسه صرف عن حظه، ومن قصده به فهو المحجوب عن نفسه لأنه يقول: فى أى صورة ما شاء ركبك. أى فى أى حالة ما شاء أنشأك لأنه خلق آدم عليه السلام لألطاف بره، وباشره بإعلاء قدره وأظهر الأرواح من بين جلاله، وجماله فخصه بنفخ الروح فيه، وكساه كسوة لولا أنه سيدها لسجد لها كل ما أظهر من الكون فمن راده برداء الجمال فلا شىء أجمل من كونه، ومن رداه برداء الجلال وقعت الهيبة على شاهده.