الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِٱلْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَٱدْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ }

قوله عز وعلا { قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِٱلْقِسْطِ } [الآية: 29].

قال الجنيد رحمة الله عليه فى هذه الآية: أمر بحفظ السر وعلو الهمة وأن يرضى بالله عوضًا عما سواه.

قال أبو عثمان: القسط الصدق.

قوله عز وعلا: { وَٱدْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ }.

قال رويم: إخلاص الدعاء أن ترفع رؤيتك عن أفعالك.

قال ابن عطاء: إخلاص الدعاء ما خلص من الآفات.

وقال حارث المحاسبى: إخلاص الدعاء إخراج الخلق من معاملة الله.

قال أبو عثمان: الإخلاص نسيان رؤية الخلق لدوام النظر إلى الخالق.

قال بعضهم: الإخلاص دوام المراقبة ونسيان الحظوظ كلها.

قوله تعالى: { كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ }.

قال: أبدأ خِلقَةَ إبليس على الكفر والخلاف ثم استعمله بأعمال المطيعين بين الملائكة والمقربين، ثم رده إلى ما ابتدأه عليه من الخلاف. والسحرة ابتدأ خَلقهم على الهدى والموافقة واستعملهم بأعمال المخالفين وأهل الضلالة ثم ردهم إلى ما ابتدأهم عليه من الإنفاق، لذلك قال الله تعالى: { كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ }.

قال الحسين: فى قوله: { كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ } لا تغيير لما أجرى عليه من الأعمال، لأن الأعمال قد توافق الخلقة أو تخالف.