الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ يَابَنِيۤ ءَادَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ ٱلشَّيْطَانُ كَمَآ أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِّنَ ٱلْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَآ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا ٱلشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }

قوله تعالى: { كَمَآ أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِّنَ ٱلْجَنَّةِ } [الآية: 27].

سُئل بعضهم ما الذى قطع الخلق عن الحق بعد إذ عرفوه؟ فقال: الذى أخرج أباهم من الجنة اتباع النفس والهوى والشيطان.

سمعت أبا بكر الرازى يقول: سمعت ابن عطاء يقول: خروج آدم من الجنة وكثرة بكائه وافتقاره وخروج الأنبياء من صلبه، كان خيرًا له من الجنة والتلذذ والتنعم فيها.

قوله تعالى: { يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا }.

قيل: هو أنوار كرامات القرب ولمعان العز.

قال أبو سعيد الخراز: هو النور الذى شملهما فى القرب.

قال بعضهم: نزع عنهما اللباس الذى كان يسترهما من وساوس الشيطان.

سمعت النصرآباذى يقول: أحسن اللبس ما ألبس الصفى فى الحضرة، فلما بدت منه المخالفة نزع منه لذلك.

قال بعض السلف: من تهاون بستر الله عليه أنطقه الله بعيوب نفسه.

قوله تعالى: { إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ }.

قال بعضهم: سلط عليك الشيطان يراك من حيث لا تراه، فلا اعتصام لك منه إلا بالتبرى من حولك وقوتك والرجوع إلى الله والاستعانة به.

قوله عز وعلا: { إِنَّا جَعَلْنَا ٱلشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }.

قال ابن عطاء: إنَّا جعلنا الشياطين وأنهم اتخذوا الشياطين، فالحقيقة منها ما أضاف إلى نفسه، والمعارف ما أضاف إليهم كذلك خطابه فى جميع القرآن.