الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ تَبَارَكَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ ٱلْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

قوله تعالى: { تَبَارَكَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ ٱلْمُلْكُ } [الآية: 1].

قال بعضهم: { تَبَارَكَ } كالكناية والكناية كالإشارة والإشارة لا يدركها إلاَّ الأكابر.

وقال سهل: تعالى من عظم عن الأشباه والأولاد والأضداد والأنداد بيده الملك يقلبه بحوله وقوته ويؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء وهو القادر عليه وعلى كل شىء جلّ تعالى.

سئل بعضهم عن قوله: { تَبَارَكَ } فقال تبارك هو ابتداء النهايات والغايات الذى لا يخلو علمه من شىء ولا يحاوله العجز والجهل ولا تعارضه الزيادة والنقصان كل مصنوع صنعه ولا علة لصنعه ربط كل شىء بضده وقطعه بحده وانفرد هو بنفسه وهو الذى جاز الغاية قدره والفطنة كهذه وهو الذى بيده الملك لا يستوجب بذلك أحداً إلا هو.

سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم البزاز يقول: قال ابن عطاء: { تَبَارَكَ ٱلَّذِي } أى بارك فى الخلق ووهب لهم البركة فنفعهم وكل بقاع مبارك.

وقال أيضاً: تبارك أى تعالى عن خلقه فضلاً.

وقال جعفر: أى هو المبارك على من انقطع إليه أو كان له.