الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَذَلِكَ نُرِيۤ إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ ٱلْمُوقِنِينَ }

قوله عز وعلا: { وَكَذَلِكَ نُرِيۤ إِبْرَاهِيمَ } [الآية: 75].

أراه ذلك ليطيق الهجوم على عظمته.

وقال فارس فى قوله { وَكَذَلِكَ نُرِيۤ إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } قال: بدايات أعلام الغيوب التى لا تبقى على النفوس غير الله، وهى دلائل أهل التوحيد مع الله.

وقال بعضهم: أرى الخليل الملكوت لئلا يشتغل بها ويرجع إلى مالكها.

وقال بعضهم: أرى الخليل الملكوت فاشتغل بالاستدلال على الحق، فلما كشف له من الحقيقة تبرأ من الكل فقال: " أمَّا إليك فلا ".

قوله جل ذكره: { وَلِيَكُونَ مِنَ ٱلْمُوقِنِينَ }.

بأن لها صانعًا يقلبها.

وقيل: أرى ملكوت السماوات والأرض أنها محدثة وأن لها مدبراً، فصار من الموقنين بأن لا دافع ولا نافع سوى الله.

وقيل فى قوله: { وَلِيَكُونَ مِنَ ٱلْمُوقِنِينَ }: بعد معرفة اليقين.

وقال النصرآباذى فى قوله: { وَكَذَلِكَ نُرِيۤ إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } ولم يقل رأى إبراهيم ولا يمكن رؤية الفروع بالفروع، إنما رأى الفروع من الملكوت بالأصول.