الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تَطْرُدِ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ }

قوله تعالى: { وَلاَ تَطْرُدِ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ } [الآية: 52].

سُئل النهرجورى عن المريد، فقال: صفته ما ذكر الله عز وجل فى كتابه: { وَلاَ تَطْرُدِ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ } الآية.

وهو دوام ذكره وإخلاص عمله، أوصى بذلك أكابرهم فى التعطف عليهم والصفح عن زللهم.

وقال أبو عثمان: الحال التى تجب على العبد لزوم حقيقة الذكر وخلوص السر وهو المبدئ وهو المنهى.

وقال بعضهم فى هذه الآية: لا تبعد عنك من زيَّناه بزينة العبودية، وجعلنا أيامه وفقًا على الإقبال علينا.

وقال أبو بكر الفارسى: إرادتك لله ذكرك له على الدوام، قال الله تعالى: { وَلاَ تَطْرُدِ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِيِّ } وهذه صفة المتحققين من أهل الإرادة، ومن علامة المريد الصادق أن يتنافر من غير جنسه ويطلب الجنس.