قال بعضهم: علم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة وعلم محمداً القرآن وعرضه على نفسه فقال: فيما يختصم الملأ الأعلى يعنى الملائكة. وقال بعضهم: علم الروح القرآن قبل الجسد، فالأجساد أخذت القرآن وتعلمته تبعاً للأرواح. قال الواسطى رحمة الله عليه: أورثهم تعليم الحق إياهم الاصطفائية وهو أنه لما كان الحق معهم أجيز عنهم فقال:{ أَوْرَثْنَا ٱلْكِتَابَ ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا } [فاطر: 32] أى أورثنا القرآن من خصصناهم بتعليمنا ومن ذلك قوله:{ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ } [الإسراء: 30] بأن تولى الحق تعليمهم. وقال أيضاً: { ٱلرَّحْمَـٰنُ * عَلَّمَ ٱلْقُرْآنَ } ذكر بلفظ الماضى عناية ودعاية. وقال ابن عطاء: لما قال الله تعالى:{ وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلأَسْمَآءَ كُلَّهَا } [البقرة: 31] أراد أن يخص أمة محمد صلى الله عليه وسلم بخاصية مثله فقال: { ٱلرَّحْمَـٰنُ * عَلَّمَ ٱلْقُرْآنَ } أى الذى علم آدم الأسماء وفضّله لها على الملائكة هو الذى علمهم القرآن وفضلكم به على سائر الأمم فقيل له: متى علمهم؟ قال: علمهم حقيقة فى الأزل وأظهر عليهم تعليمه وقت الإيجاد والتعليم حيث كان فى جملة العلم فلما كشف العلم عن الإيجاد أظهر عليهم آثار التعليم. قال الحسين: الرحمن علّم الأرواح القرآن شفاهاً ومخاطبة فأخذته الأنفس وتعلمته بتلقين الوسائط. وقال بعضهم فى قوله: { ٱلرَّحْمَـٰنُ * عَلَّمَ ٱلْقُرْآنَ } هو تفسير قوله:{ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ } [النساء: 113].