الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَٱحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ }

قوله تعالى: { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَٱحْذَرُواْ } [الآية: 92].

قال الواسطى رحمة الله عليه فى هذه الآية: الحذر لا يزول عن العبد، وإن كان مدرجًا تحت الصفات ولولا ذلك لبسطه العلم إلى شرط الجور وقلة المبالاة بالأفعال، ولكن الآداب فى إقامة الموافقات كلما ازدادت السرائر به علمًا إزدادت له خشية.

وقال ابن العزمى: الحذر انكسار القلب.

وقال أيضًا: معنى الحذر مراقبة القلب.

وقال الواسطى: { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَٱحْذَرُواْ } أى: لا تلاحظوا طاعاتكم فتسقطوا عن درجة الكمال.

وقال ابو سعيد الخراز: الحذر من ثمانية أوجه:

احذر الله فيما تعرفه من ذنوبك، واحذره فيما لا تعرفه أنت ويعرفه منك، واحذره فيما لا ترى من فضله عليك، واحذره أن لا ينسيك عيوبك، واحذره أن تكون مخدوعًا برؤية طاعتك ونسيان مخالفاتك، واحذره أن تكون مستدرجًا، واحذره أن يحجبك برؤية رحمته عن رؤية عدله، واحذره أن لا يغرك بثناء الخلق عليك بخلاف ما يعلمه منك.