قوله تعالى: { وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوۤاْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } [الآية: 23]. سمعت محمد بن الحسن البغدادى يقول: سمعت محمد بن أحمد بن سهل يقول: سمعت سعيد بن عثمان يقول: سمعت رجلاً يسأل ذا النون ما التوكل؟ قال: خلع الأرباب وقطع الأسباب، فقال: زدنى، فيه حالة أخرى. فقال: إلقاء النفس فى العبودية وإخراجها من الربوبية. سمعت محمد بن عبد الله يقول: سمعت أبا على الروذبارى يقول: التوكل على ثلاث درجات: الأولى منها إذا أعطى شكر، وإذا منع صبر، وأعلا منها حالاً أن يكون المنع والعطاء عندهم سواء، وأعلا منها حالاً أن يكون المنع مع الشكر أحب إليهم. وقال ذو النون: التوكل نفض العلائق وترك التملق للخلائق فى السلائق، واستعمال الصدق فى الحقائق. سمعت سعيد بن أحمد البلخى يقول: سمعت أبى يقول: سمعت محمد بن عبد الله يقول: سمعت خالى محمد بن الليث يقول: سمعت حامداً اللفاف يقول: سمعت حاتماً الأصم يقول: سمعت شقيق بن إبراهيم يقول: التوكل طمأنينة القلب بوعود الله. قال سهل: التوكل طرح البدن فى العبودية وتعلق القلب بالربوبية. وقال أيضاً: لا يصح التوكل إلا للمتقين. وقال الواسطى رحمة الله عليه: من توكل على الله بعلة غير الله، فليس بمتوكل على الله جعله سببًا إلى مقصوده فى ذلك وله قلة المعرفة بربه.