الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوۤاْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }

قوله تعالى: { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوۤاْ } [الآية: 13].

قال بعضهم فى هذه الآية: قال الله تعالى جعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا لا لتتفاخروا فمن افتخر بغير الدين والإيمان والإسلام أو ممن وفقه الله لهذه المراتب قد افتخر بلا شىء.

سمعت عبد الله بن محمد يقول: دخل أبو يعلى العلوى على عبد الله فنظر إليه عبد الله وإلى ثيابه وزيه فقال: يا سيدى إن الذى به افتخارك لم يكن يفتخر بنفسه، ألا تراه كيف يرى نفسه من الفخر لما أخبر بما أمر به من السيادة قال: " أنا سيد ولد آدم ولا فخر ".

وقال عبد الله المعلم: لا فخر فى سيادتى ولد آدم وإنما فخرى بمن سوَّدنى.

قوله تعالى: { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَاكُمْ } [الآية: 13].

قال جعفر: هو التقى على الحقيقة والمتقى المنقطع عن الأكوان إلى الله.

وقال أبو عثمان فى قوله: { أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَاكُمْ } قال الكريم من يتقى الشرك واتقى من بعد الشرك المعاصى وفضيلة التقوى العلم بالله ولا انتهاء للعلم بالله فى طريق الفضل فمن ازداد علماً بالله وأمره ازداد خوفاً ومن ازداد خوفاً ازداد كرماً عند الله عز وجل.