الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ لِّيَغْفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً }

قوله عز وعلا: { لِّيَغْفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ } [الآية: 2].

قال ابن عطاء: لما بلغ النبى صلى الله عليه وسلم سدرة المنتهى قدم النبى وأخر جبريل صلوات الله عليهما قال النبى لجبريل: يا جبريل تتركنى فى هذا الموضع وحدى فعاتبه الله حين سكن إلى جبريل فقال: { لِّيَغْفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ }.

قال ابن عطاء: كشف الله تعالى عن ذنوب الأولياء حتى نادوا على أنفسهم ونودى عليهم بالذنب والتوبة وستر ذنب محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: { لِّيَغْفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ }.

قال ابن عطاء: ما كان من ذنب أبيك إذ كنت فى صلبه حين باشر الخطيئة وما تأخر من ذنوب أمتك إذ كنت قائدهم ودليلهم والخلق كلهم موقوفون ليس لهم وصول إلى الله إلا معه.

وقال: معنى استغفار النبى صلى الله عليه وسلم فى الإعانة يستغفر لى حال صحوة من حال السكر بل يستغفر فى حال السكر من الصحو بل يستغفر من الحالين جميعاً إذ لا صحو ولا سكر فى الحقيقة له لأنه فى الحضرة والقبضة لا يفارقها بحال.

وقال أيضاً: هو تعريف للأمة بحملهم على الاستغفار ولا حظ له فيه.

قوله عز وعلا: { وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ } [الآية: 2].

قال جعفر: من تمام نعمته على نبيه صلى الله عليه وسلم أن جعله حبيبه وأقسم بحياته ونسخ به شرائع الرسل وعرج به إلى المحل الأدنى وحفظ فى المعراج حتى ما زاغ وما طغى وبعثه إلى الأسود والأبيض وأحل له ولأمته الغنائم وجعله شفيعاً مشفعاً وجعله سيد ولد آدم وقرن ذكره بذكره ورضاه برضاه وجعله أحد ركنى التوحيد فهذا وأمثاله من تمام النعمة عليه وعلى أمته به وبمكانه.

قوله تعالى: { وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً } [الآية: 2].

قال ابن عطاء: يهدى بك الخلق إلى الطريق المستقيم وهو الطريق إلى الحق من جعله إمامه قاده إلى الحق ومن لم يقتد به فى طلب الطريق إلى الحق ضلّ فى طلبه وأخطأ طريق رشده.