الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ ٱلْعَزْمِ مِنَ ٱلرُّسُلِ وَلاَ تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوۤاْ إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلاَغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْفَاسِقُونَ }

{ فَٱصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ ٱلْعَزْمِ مِنَ ٱلرُّسُلِ } [الآية: 35].

قال سهل: اصبر صبر أهل المعرفة كما صبر من كان قبلك من الرسل ابتلى إبراهيم بالنار وذبح الولد فرضى وأسلم، وأيوب بالبلاء فصبر، وإسماعيل بالذبح فرضى، ونوح بالتعذيب فصبر، ويونس ببطن الحوت فدعا والتجأ، ويوسف بالسجن والجب فلم يتغير، ويعقوب بذهاب البصر وفقد الولد فصبر وشكا بثه إلى الله ولم يشكُ إلى غيره وهم اثنى عشر نبياً صبروا على ما أصابهم وهم أولو العزم من الرسل.

قال الواسطى فى قوله: { أُوْلُواْ ٱلْعَزْمِ } أولو الجد منهم، ذلك بأن المقادير تجرى على خلاف المشيئة والتدابير وأن الدنيا أسست على المحن وليس للمحن دواء إلاَّ الصبر.

قوله تعالى: { كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوۤاْ إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ } [الآية: 35].

قال الواسطى: لما جعل الأذى كساعة من نهار، فأين يقع ما فى ساعة من نهار من طاعة ومعصية من كرمه.