الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ صَرَفْنَآ إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ ٱلْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوۤاْ أَنصِتُواْ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْاْ إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ }

قال تعالى: { فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوۤاْ أَنصِتُواْ } [الآية: 29].

سمعت الشيخ أبا سهل رضى الله عنه يقول: ليس فى الحضرة إلا الذبول والخمود والسكوت تحت موارد الهيبة قال الله تعالى: { فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوۤاْ أَنصِتُواْ }.

سمعت النصرآباذى يقول: هيبة المشاهدة إذا طالعت السرائر بحق يقيناً لخرست الألسن من النطق فى ذلك المشهد كالجن لما حضرت النبى صلى الله عليه وسلم فأراد أن يقرأ عليهم أوصى بعضهم بعضاً بالإنصات { فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوۤاْ أَنصِتُواْ }.

قال الواسطى رحمة الله عليه: لما شاهدوا عز الربوبية ظاهراً فى أوصاف الربوبية أخرسهم المشهد لشدة الهيبة.

قال الحسين: أعلى ما أشار إليه الخلق العرش ثم انقطعت الإشارة والعبارة لأنه وراء الإشارة والعبارة قال الله تعالى: { فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوۤاْ أَنصِتُواْ } أى انقطعوا عن العبارات التى يعود إليكم أولها وآخرها، وحارسةُ نظر إلى العرض فأخبر ولو نظر إلى رب العرش لخرس لقوله: { أَنصِتُواْ } لأنه مباين لكل ما خلق لا يسعه غيره ولا يحجبه سواه.