الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ غَافِرِ ٱلذَّنبِ وَقَابِلِ ٱلتَّوْبِ شَدِيدِ ٱلْعِقَابِ ذِي ٱلطَّوْلِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ }

قوله عز وعلا: { غَافِرِ ٱلذَّنبِ وَقَابِلِ ٱلتَّوْبِ شَدِيدِ ٱلْعِقَابِ } [الآية: 3].

قال سهل: { غَافِرِ ٱلذَّنبِ } أى ساتره على من يشاء { وَقَابِلِ ٱلتَّوْبِ } أى ممن تاب إليه وأخلص العمل بالعلم له { ذِي ٱلطَّوْلِ } أى ذى الغنى عن الكل.

قال بعضهم: { غَافِرِ ٱلذَّنبِ } كرمًا { وَقَابِلِ ٱلتَّوْبِ } فضلاً { شَدِيدِ ٱلْعِقَابِ } عدلاً { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } فردًا و { إِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ } تصديقًا للوعد.

قال بعضهم: { غَافِرِ ٱلذَّنبِ } للمذنبين وقابل توبة الراجعين { شَدِيدِ ٱلْعِقَابِ } على المخالفين ذى الطول على العارفين.

قال بعضهم: { غَافِرِ ٱلذَّنبِ } للظالمين { وَقَابِلِ ٱلتَّوْبِ } للمقتصدين { ذِي ٱلطَّوْلِ } للسابقين { شَدِيدِ ٱلْعِقَابِ } للكافرين والجاحدين والمنافقين { إِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ } يصل الظالم بجوده إلى رحمته ويصل المقتصد بفضله إلى رضوانه ويصل السابق بمنِّه وطَوْلِه بالنظر إلى وجهه الكريم تبارك وتعالى.