قوله تعالى: { وَلاَ تُؤْتُواْ ٱلسُّفَهَآءَ أَمْوَالَكُمُ } [الآية: 5]. قيل: أولادكم الذين يمنعونكم عن الصدقة. قال سهل رحمه الله: أسفه السفهاء نفسك فإن زخرفتها بالعلم والخوف والورع، وإلا حجزتك عن طريق نجاتك من الخروج عن الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: { وَلاَ تُؤْتُواْ ٱلسُّفَهَآءَ أَمْوَالَكُمُ ٱلَّتِي جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً } أى: جعلها لكم إن قطعتم فى سبيلى وأورثتكم المحن إن تركتم قوله تعالى: { فَإِنْ آنَسْتُمْ مِّنْهُمْ رُشْداً } قيل: يعنى أبصرتم منهم إصابة الحق. وقيل: القيام فى العبادات على شرط السنة. وقيل: سخاء النفس، وقيل: صحبة الأكابر والميل إليهم. وقال أبو عثمان رحمه الله: صحبة أهل الصلاح. قال رويم: الرشيد: الرجوع إلى التفويض وترك التدبير. وقال ابن عطاء رحمه الله: الرشيد من يفرق بين الإلهام والوسوسة. قوله تعالى: { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً }. قال: هو الشاهد عليك، الشهيد على خواطرك وأنفاسك فاتقه فيها. وقال الواسطى رحمه الله: لا تشهد أفعالك ولا أحوالك وكفى بالله شهيدًا عليها وهو شاهد لها. قوله عز وجل: { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }. قيل: هو المراقب بسرك والناظر إليك، فاجتهد أن لا ينظر إليك فيراك مشتغلاً بغيره فيقطعك ويمحقك. وقال ابن عطاء رحمه الله: فى قوله تعالى: { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } قال: عالمًا بما تغمره فى سرك وما تخفيه من خواطرك، فراقب من هو الرقيب عليك.