الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَٱعْتَصَمُواْ بِٱللَّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ للَّهِ فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً }

قوله تعالى: { إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَٱعْتَصَمُواْ بِٱللَّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ للَّهِ فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } [الآية: 146].

ولم يقل من المؤمنين، لنعلم أن الاجتهاد لا يؤثر فى سبق الأزل.

قال أبو عثمان: التوبة: الرجوع من أبواب الاختلاف إلى أبواب الائتلاف.

وقال محمد بن الفضل: الاعتصام: التشبث السنة وطريق السلف.

وقال بعضهم: تابوا من المخالفات وأصلحوا ظواهرهم باتباع الرسول واعتصموا بالله وألقوا حبال القوة والحول عن ظواهرهم وبواطنهم وأخلصوا دينهم لله، لم تمنعهم رؤية الناس عن القيام بالخدمة.

وقال سهل: تابوا من التوبة.

وقال الجنيد رحمة الله عليه: التوبة: الرجوع عما تأمرك به نفسك والطبع والهوى.

وقال سهل: تابوا من غفلاتهم عن الطاعات فى كل ساعة وأوانٍ.

قال بعضهم: { فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } لا من المؤمنين، فإنهم مع المؤمنين ظاهرًا يعنى المنافقين، وهم معنا بتوبتهم فى الباطن. قال الله تعالى: { وَسَوْفَ يُؤْتِ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً } ظاهرًا وباطنًا.