قوله تعالى: { إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَٱعْتَصَمُواْ بِٱللَّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ للَّهِ فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } [الآية: 146]. ولم يقل من المؤمنين، لنعلم أن الاجتهاد لا يؤثر فى سبق الأزل. قال أبو عثمان: التوبة: الرجوع من أبواب الاختلاف إلى أبواب الائتلاف. وقال محمد بن الفضل: الاعتصام: التشبث السنة وطريق السلف. وقال بعضهم: تابوا من المخالفات وأصلحوا ظواهرهم باتباع الرسول واعتصموا بالله وألقوا حبال القوة والحول عن ظواهرهم وبواطنهم وأخلصوا دينهم لله، لم تمنعهم رؤية الناس عن القيام بالخدمة. وقال سهل: تابوا من التوبة. وقال الجنيد رحمة الله عليه: التوبة: الرجوع عما تأمرك به نفسك والطبع والهوى. وقال سهل: تابوا من غفلاتهم عن الطاعات فى كل ساعة وأوانٍ. قال بعضهم: { فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } لا من المؤمنين، فإنهم مع المؤمنين ظاهرًا يعنى المنافقين، وهم معنا بتوبتهم فى الباطن. قال الله تعالى: { وَسَوْفَ يُؤْتِ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً } ظاهرًا وباطنًا.