{ وَكَانَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً } [الآية: 113]. قال الواسطى رحمة الله عليه: إنما عظمت بالمباشرة فاحتمل الذات بعد ما احتمل الصفات، وموسى صلى الله عليه وسلم احتمل الصفات ولم يحتمل الذات. وقال بعضهم: فُضلت فى الأزل بالفضائل وقد تغتر فى المشاهد العثرة، كما قال الله عز وجل:{ عَفَا ٱللَّهُ عَنكَ } [التوبة: 43] فتعاتب ثم ترد إلى الفضل الذى جرى لك فى الأزل. قوله تعالى: { وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ }. قال الجنيد رحمة الله عليه: عرَّفك قدر نفسك وقال أيضًا: العلوم أربعة: علم المعرفة، وعلم العبارة، وعلم العبودية، وعلم الخدمة. جعل حظك منها أوفر الحظوظ. قال أبو يزيد: العلم علمان: علم بيان وعلم برهان. قال سهل: العلماء ثلاثة: عالم بالله لا عالم بأمر الله ولا بأيام الله وهم المؤمنون. وعالم بالله: عالم بأمر الله لا عالم بأيام الله وهم العلماء. وعالم بالله: عالم بأمر الله عالم بأيام الله فهم النبيون والصديقون. وقيل: علمتك من مكنون أسرارى ما لم تعلمه إلاَّ بى. وقال أبو محمد الجريرى: الأدلة ثلاثة: العلماء والحكماء، والأكابر، فالعلماء يرون ظاهر الأشياء ومناقبها، والحكماء يرون باطن الأشياء وعيوبها، والأكابر يرون عيون الأشياء وحقائقها. وقال بعضهم: العلماء أربعة: عالم حظه من اللهِ اللهُ. وعالم حظه من الله العلم، والمعرفة بالله، وعالم حظه السير إلى الآخرة. وعالم حظه علم السير إلى الآخرة.