قوله عز وجل: { آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ ٱللَّهِ } [الآية: 11]. آباؤكم ببرهم وأبناؤكم بالشفقة عليهم والتأديب لهم هما محل النفع. قوله عز وجل { تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ }. قال محمد بن الفضل رحمه الله: حدود الله أوامره ونواهيه، فمن تخطاها فقد ضل عن سبيل الرشد. وقيل { تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ } أى: الإظهار من الأحوال للمريدين على حسب طاقاتهم لها فإن التعدى فيها يهلكهم. قال أبو عثمان رحمه الله: ما هلك المرء إذا لزم حدَّه ولم يتعد طوره. وقال بعض البغداديين رحمه الله: العبد يتقلب فى جميع الأوقات على الحدود، لكل وقت ولكل حالٍ حد، ولكل عملٍ حد، فمن تخطا الحدود فدخل فى هتك الحرمات قال الله عز وجل:{ تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا } [البقرة: 187] لأن المرتع إلى جانب الحمى ربما يخالط الحمى.