الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }

قوله تعالى: { قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ } [الآية: 28].

سئل مالك بن أنس عن هذه الآية فقال: غير مخلوق.

قال الواسطى - رحمة الله عليه -: إن الله خلق الخلق فدعاهم إلى طاعته وقيَّض لهم عدوًا أمكنه منهم وحذرهم بأسه ثم أيَّدهم بخطابه وحيًا وتنزيلاً كاملاً يكلم القلوب وخطابًا يقرع الأفئدة فسمَّاه قرآنًا وكتابًا مبينًا وهدى ورحمة ونورًا وشفاءً وذكرى وعلمًا وحكيمًا ومهيمنًا ومباركًا وحبلاً وعهدًا ومستقيمًا وقيّمًا وصحفًا مطهرة فالقرآن ما قرن من الحروف فصار كلامًا كلم القلوب أى جرحها وأثَّر عليها والكتاب هو النظام فكيف بنظام رب العالمين نظمًا والمبين الذى بين للخلق ما فيه والهدى اشتماله بما حُشِى فيه من عجائب الإشارات والرحمة وقاية تقيك كل سوء والنور قيّمًا لأنوار إيمانك استنار الصدر والشفاء هو شفاء لسقم القلوب والذكر هو الشخوص بالقلب إلى الرب والعلى هو الذى علا الكتب فصار مهيمنًا عليه وحكيمًا فاصلاً يقطع الخطاب والحكمة فيها أسراره ومباركًا من مهيمنته صار مباركًا وحبلاً وسببًا واتصالاً بينه وبين ربه وعهدًا عهد إلى صاحبه فيه فنون مبارّه ومستقيمًا يقوّم تاليه بالتدبر والتفكر وقيّمًا شهيدًا على من اتّبع لأوامر فيه وصُحُفًا مطهرة تطهر القلوب بركات لمعانه.