قوله تعالى: { يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } [الآية: 71]. قال سهل: من وفقه الله لصالح الأعمال فذلك دليل على أنه مفور له لأن الله عز وجل يقول: { يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ }. قال أبو عثمان رحمة الله عليه: فى ثلاثة أشياء صحة النية والنشاط عند القيام إلى العمل وإخلاصه من أنواع الرياء. قال بعضهم: يصلح لكم أعمالكم بقبولها منكم فإن صلاح العمل فى قبوله. قوله تعالى: { وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } [الآية: 71]. قال بعضهم فى هذه الآية: هو أن يصلح باطنه وقلبه فإنهما موضع نظر الحق وتعميرهما بدوام التفكر ويصلح ظاهره بالطاعات الظاهرة واتباع السنن فمن فعل هذا فقد فاز من وسواس الشيطان وهواجس النفس. قال بعضهم: تمام الفرائض بالإقبال على السنن والنوافل فمن قصر فى السنة لم تتم له فريضة وعما قليل تبلغ نوبة التقصير إلى الفرائض. قال الله: { وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ } فى فرائضه { وَرَسُولَهُ } فى سننه وآدابه { فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } أى نجى نجاة بَيِّنة.