الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ ٱلرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ ٱلْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

قوله تعالى: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ ٱلرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ } [الآية: 46].

قيل: رياح القدرة تبشر بمنازل الأنس.

وقال بعضهم: يرسل عليك رياح فضله تبشرك بالنجاة من مخاوف عدله.

وقال ابن عطاء: يرسل الرياح المكنونة فى خزائنه على أهل صفوته فيبشرهم بمحل التمكن والتمكين.

قال النصرآباذى: هو أن يظهر عليك أوائل الاسترواح إلى ذكره فيكون ذلك بشارة بالوصول إلى المذكور.

وقال القاسم: ومن إظهار قدرته بركات أنفاس الأولياء على متبعيهم وحياة رحمته عليهم فيبشرهم بفوائد أنوار الغيوب ويحميهم ويصونهم من جميع العيوب.

وقال الحسين: من علامات ربوبيته أن يرسل رياح شفقته إلى قلوب أوليائه مبشرة لهم بهتك حجب الاحتشام ليطئوا بساط المودة من غير حشمة فيسقيهم على ذلك البساط شراب الأنس وتهب عليه رياح الكرم فيفنيهم عن صفاتهم ويحليهم بصفاته ويفوته فإن بساط الحق لا يطأه من هو مقيم على حد الافتراق حتى يرى العيون كلها عينًا واحدًا ويرى ما لم يكن كما لم يكن وما لم يزل كما لم يزل.