الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ٱللَّهِ ذَلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }

قوله تعالى: { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً } [الآية: 30].

قال أبو على الجوزجانى: دعا الله عباده إلى الإخلاص من كل وجه وأخبر أن من كان فى ظاهره وباطنه شىء غير الحق لم يكن مخلصًا.

قوله تعالى: { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً }. أى معرضًا عن الكل مقبلاً عليه حنيفًا: أى مطهرًا من الأكوان وما فيها.

قوله تعالى: { فِطْرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيْهَا } [الآية: 30].

قال ابن عطاء رحمة الله عليه: الفطرة ما فطرهم عليه وثبتها فى اللوح المحفوظ. وقال خلقة الله التى خلق الناس عليها، وما جلاهم به فى الأزل من السعادة والشقاوة فلا يبدل عنده القول فيهم ولا يغير { ذَلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ } قال الطريق الواضح لأهل الحقائق فمن نظر إلى سابق القضاء علم أن أفعاله لا تؤثر فيه شيئًا، ومن نظر إلى نفسه وأحواله وأفعاله فهو رهين فعله وأسير نفسه.

قال الجنيد رحمة الله عليه: خلق للإنسان عقولاً وركب عليه الرأس وجعله تاج الجسم وجعل فيه أربعة سمعه وبصره ولسانه وفمه فإذا سكت الإنسان عن فضول الكلام وتلا بلسانه القرآن كان شاكرًا بنعم الفم وإذا غض الإنسان بصره عن فضول النظر كان شاكرًا لنعمة العين كذلك فى جميع الأعضاء.