الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰ ءَادَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ }

قوله تعالى: { إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰ ءَادَمَ وَنُوحًا } [الآية: 33].

قال الواسطى: اصطفاهُم للولاية، وقال: اصطفاهُم فى أزليّته وصفاهم لقربهِ وصفاهم لمودته.

وقال أيضًا: اصطفاهُ فى الأزَل قبل كونه، فأعلم بهذا خلقه أن عصيان آدم لا يؤثر فى اصطفائه له، لأنه سبق العصيانُ مع علم الحق له بما يكونُ منه.

وقال أيضًا: اصطفى الأنبياءَ بالمشاهدة والتقريب، واصطفى المؤمنين للمطالعةِ والتهذيب، واصطفى العام للمخاطبة والترتيب.

قال النصرآباذى: إذا نظرت إلى آدم بصفته لقيته بقوله:وَعَصَىٰ ءَادَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ } [طه: 121] وإذا لقيته بصفة الحق لقيتهُ بقوله تعالى: { إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰ ءَادَمَ } وماذا يؤثر العصيانُ فى الاصطفاء؟

قال الواسطى: الاصطفاءُ قائم بالحق، والمعصيةُ إظهار البشرية وتوبتُه أعجب لأنه من نفسه إلى نفسه رَجعَ.