قوله تعالى: { ٱلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ للَّهِ وَٱلرَّسُولِ } [الآية: 172]. قال الواسطى: استجابوا لله تعالى بالوحدانية وأجابوا الرسول فى اتباع أوامره واجتناب نواهيه، وقبول الشريعة منه على الرأس والعين. وقيل: فى قوله تعالى: { ٱلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ للَّهِ }: باستجابة الرسول صلى الله عليه وسلم فبلغتهم استجابتهم المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى حقيقة استجابة الحق تعالى. وقيل: استجابوا لله بالفردانية وللرسول صلى الله عليه وسلم بالبلاغ. قوله تعالى: { لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَٱتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ }. قيل: للذين أحسنوا فى أداء الشرائع واتقوا فى التوحيد، أن يخالطوه بشرك خفى { أَجْرٌ عَظِيمٌ } هو حفظ أسرارهم وأوقاتهم عليهم من كل شاغل يشغلهم عن الحق. وقيل للذين أحسنوا منهم فى إجابة المصطفى صلى الله عليه وسلم واتقوا مخالفته سرًا وعلنًا. { أَجْرٌ عَظِيمٌ } وهو البلاغ إلى المحل العظيم من محاورة الحق ومشاهدته.