الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ ٱللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِٱللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }

قوله تعالى: { وَمَن يَعْتَصِم بِٱللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [الآية: 101].

قال ابن عطاء: من افتقر إلى الله من جميع ما سوى الله فقد فتح له الطريق إلى الحج وهو أقوم الطريق.

قال جعفر فى هذه الآية: من عرفه استغنى به عن جميع الأنام.

قال الواسطى رحمة الله عليه: الاعتصام به منه فمن زعم أنه يعتصم بالله من غيره فهو وَهنٌ فى الربوبية.

وقال أيضًا: من يعتصم بالله للأئمة والعامة.

{ وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ } [الآية: 103].

وقال أيضًا فى قوله: { وَمَن يَعْتَصِم بِٱللَّهِ... } قال: هل شاهدت من شواهدك شيئًا يفزع منك إليه وهل فزعت إلا إلى نفسك.

والاعتصام: أن ترى نفسك فى ظلّه وكنفه وحسن قيام نظره لك فى أبده، فإن التحقيق فصحة الاعتصام والتصديق يوجب الاعتصام.

وقيل: الاعتصام هو اللجأ بترك الحول والقوة والسكون والأمر والهدوء تحت مراد الله.

وقيل: الاعتصام للمحجوبين ولأهل الحقائق رفع الاعتصام لأنهم فى القبضة.

وقال أبو بكر الوراق: علامات الاعتصام ثلاثة: قطع القلب عن معونة المخلوقين، وصرفه بالكلية إلى رب العالمين، وانتظار الفرج من الله.