الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمَّن جَعَلَ ٱلأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلاَلَهَآ أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ ٱلْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱلله بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }

قوله تعالى: { أَمَّن جَعَلَ ٱلأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلاَلَهَآ أَنْهَاراً } [الآية: 61].

قال ابن عطاء: النفس خلقت من الأرض فسماها الله بها لمجاورتها لها، وقربها فقال: من جعل للنفوس القرار عند المناجاة فى أوان الحزمة، وجعل خلالها أنهارًا ألسنةٌ ناطقة بالذكر وأعينًا ناظرة بالعبرة وأسماعًا واعية عن الحق مخاطبًا به على لسان السفر أو الوسائط وجعل بهذه الأنفس رحمة وهم الرواسى القطب من الأولياء يرجعون إليهم عند العثرات فيقومونهم بتقويم الحق، ويردونهم إلى طرق الرشاد.

قوله تعالى: { وَجَعَلَ بَيْنَ ٱلْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً } [الآية: 61].

بين أوقات الذكر، وأوقات الغفلة هل أحد يستحق الألهية إلا من يقدر على مثل هذه اللطائف.

وقال جعفر: من جعل قلوب أوليائه مستقر معرفته، وجعل فيها أنوار الزوائد من بره فى كل نفس وأثبتها بحبال التوكل، وزينها بأنوار الإخلاص واليقين والمحبة، وجعل بينهما حاجزًا أى القلب والنفس لئلا يقلب عليه النفس وظلماتها. فيظلمها فجعل الحاجز بينهما التوفيق، والعقل.