الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَـٰئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }

قوله جل جلاله: { إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً } [الآية: 70].

قال سهل بن عبد الله: التوبة هى الندامة أولاً والإقلاع والتحويل من الحركات المذمومة إلى الحركات المحمودة، ولا تصح التوبة له حتى يلزم نفسه الصمت وحتى يلزم نفسه الخلوة، ولا تصح له الخلوة إلا بأكل الحلال ولا يصح أكل الحلال إلا بأداء حق الله، ولا يصح له أداء حق الله إلا بحفظ الجوارح، ولا يصح له ما وصفنا حتى نستعين بالله على ذلك كله. وقال: لا تصح التوبة لأحدٍ حتى يدع كثيرًا من المباح مخافة أن يخرج الى غيره.

وقال نُبان الحمال: التوبة على وجهين: توبة العوام من الذنوب وتوبة الخواص من الغفلة.

وقال ابن عطاء: التوبة الرجوع من كل خُلُقٍ مذموم إلى كل خُلُقٍ محمود.

وقال طاهر المقدى: التوبة أن تتوب من كل شىء سوى الله.

قال القاسم: التوبة أن تتوب إليه من جميع المخالفات ثم لا تعود إليها بحال. وتقبل على الله بالكلية كما كنت عنه معرضًا بالكلية.