الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي ٱلأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً }

قوله تعالى: { وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي ٱلأَسْوَاقِ } [الآية: 20].

قال جعفر: ذلك أن الله لم يبعث رسولاً إلا أباح ظاهره للخلق يأكلون معهم على شرط البشرية، ومنع سره على ملاحظاتهم والانشغال بهم، لأن أسرار الأنبياء فى القيمة لا يفارق المشاهدة بحال.

قوله تعالى: { وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ } [الآية: 20].

قال القاسم: أى أتصبرون على نظر بعضكم الى بعض كأنه أمر بالإعراض عما جعل فى نظره فتنة له يدل عليه قوله:لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ } [الحجر: 88].

قال الحسين: المحبة لخواص أوليائه، والفتنة لعامة الناس قال الله تعالى: { وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً }.

قال الحسين: وكسى كل شىء كسوة فاتنة لا ينفك منها إلا من عصمه الله وهو اضطرار فى الأحوال لا اختيار فى التلذذ بالشواهد والأعراض.

قال الواسطى رحمه الله: ما أوجد موجودًا إلا لفتنة وما أفقد مفقودًا إلا لفتنة.

قال الله تعالى: { وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً }.

قال أبو عثمان: فى قوله: { وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً }.

قال: فى الخلق فتنة من وجوه فأعظم الفتنة أن يشغلوك عن الله ويتعلق قلبك بهم عند الفاقات والحاجات فهم محتاجون مثلك إلى من هو كاشف الكرب، وقاضى الحاجات.

قال أبو صالح حمدون: من اعتمد على شىء سوى الله فهو عليه فتنة.

سمعت الشيخ أبا الوليد يقول: اختار محمد بن عبد الله بن عبد الحكيم، وكان رئيسًا بمصر فى موكبه بالمزنى وكان فقيرًا ونظر إليه وقال: وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون، ثم قال: نصبر يا رب ولك الحمد.