الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَآ أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ ٱللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُورٍ }

قوله عز وجل: { وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ ٱللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُورٍ } [الآية: 40].

قال الواسطى رحمه الله: قيل ما علامة النور؟ قيل: من كان نوره أقوى كان تيقظه أدوم، ومن كان نوره أضعف كان ذكره مرة وعطبه مرة، ومن قويت أنواره فنيت أعماره.

قال القاسم: من لم يجعل الله له نورًا وقت العتمة فما له من نور وقت الخلقة.

سمعت أبا بكر الرازى يقول: سمعت محمد بن موسى الواسطى يقول: إن الله لا يقرب فقيرًا لأجل فقره ولا يبعد غنيًا لأجل غناه، وليس للإعراض عنده خطر حتى بها يصل، وبها يقطع، ولو بذلت له الدنيا والآخرة ما أوصلك به، ولو أخذتهما كليهما ما قطعت به قرب، من قرب من غير علة، وقطع من قطع من غير علة كما قال الله عز وجل: { وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ ٱللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُورٍ }.