قوله تعالى: { إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَّا لَّيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً } [الآية: 15]. قال عبد الله بن المبارك: ما أرى هذه الآية نزلت إلا فيمن اعتاد الدعاوى العظيمة، ويجترئ على ربه فى الأخبار عن أحوال الأنبياء، والأكابر ولا تمنعه عن ذلك هيبة ربه، ولا حياؤه. وقال الترمذى: من أخبر عن الله بما لا يليق به فقد أخرج نفسه عن حدود الأمانة، ودخل فى ميادين الخيانة، والله لا يحب الخائنين. وقال أيضًا: من تهاون بما يجرى عليه من الدعاوى فقد صغر ما عظم الله لأن الله يقول: { وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ }.