قوله تعالى: { وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِّن ضُرٍّ } [الآية: 75]. قال الرحمة من الله على الأرواح المشاهدة، ورحمته على الأسرار المراقبة، وعلى القلوب المعرفة، وعلى الأبدان آثار الخدمة على سبيل السنة. قال أبو بكر بن طاهر: كشف الضر هو الخلاص من أمانى النفس وطول الأمل وطلب الرئاسة، والعلو، وحب الدنيا فإن هذا كله مما يضرّ بالمؤمن. وقال بعضهم: ولو فتحنا لهم الطريق إلينا لأبوا الاتباع الباطل بطغيان النفس، وعملها. قال الواسطى رحمه الله: للعلم طغيان، وهو التفاخر به. وللمال طغيان وهو البخل به، وللعمل والعبادة طغيان وهو الرياء والسمعة، وللنفس طغيان وهو اتباع هواها وشهواتها.