الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً لِّيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ ٱلأَنْعَامِ فَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُواْ وَبَشِّرِ ٱلْمُخْبِتِينَ }

قوله تعالى: { وَبَشِّرِ ٱلْمُخْبِتِينَ } [الآية: 34].

قال ابن عطاء رحمة الله عليه: المخبت الذى امتلأ قلبه من المحبة، وقصَّر طرفه عما دونه، كما أن الغريق شغله نفسه عن كل شىء سوى نفسه، كذلك المخبت شغله مولاه عن كل ما سواه.

سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم الإسكندرانى يقول: سمعت أبا جعفر الملطى عن على بن موسى الرضا عن أبيه جعفر بن محمد رضى الله عنهم فى قوله: { وَبَشِّرِ ٱلْمُخْبِتِينَ } قال: من أطاعنى ثم خافنى فى طاعتى وتواضع لأجلى بَشّر من اضطرب قلبه شوقًا إلى لقائى، وبَشّر من ذكرنى بالنـزول فى جوارى، وبشر من دمعت عيناه خوفًا لهجرى بشرهم " إن رحمتى سبقت غضبى ".

وقال أيضًا: بشر أمتك بالشفاعة.

وقال أيضًا: بشر المشتاقين إلىَّ بالنظر إلى وجهى.

وقال أيضًا: المخبتين فى التواضع كالأرض تحمل كل قدر، وتوارى كل نجس وخبث.