الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ ٱلْبَيْتِ أَن لاَّ تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلْقَآئِمِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ }

قوله تعالى ذكره: { وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ ٱلْبَيْتِ أَن لاَّ تُشْرِكْ بِي شَيْئاً } [الآية: 26].

قال ابن عطاء: وفقناه لبناء البيت، وأعنّاه عليه وجعلناه منسكًا له ولمن بعده من الأولياء والصديقين إلى يوم القيامة وبينا آثاره، وأمرنا الخليل عند بنائه أن لا يرى فعله ولا بناء، ولا يشرك بنا ذلك شيئًا.

قال بعضهم: قوله عز وجل: { وَطَهِّرْ بَيْتِيَ }: وهو قلبك " للطائفين فيه " وهو زوائد التوفيق، { وَٱلْقَآئِمِينَ } وهو أنوار الإيمان، { وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ }: الخوف والرجاء. فإن القلب إذا لم يسكن بالمعرفة خرب. وإذا سكنه غير مالكه أو من يسكنه مالكه خرب. وطهارة القلب يكون بالاتفاق عن الاختلاف، وبالطاعة عن المعصية، وبالإقبال عن الإدبار، وبالنصيحة عن الغش، وبالأمانة عن الخيانة، فإذا طهر من هذه الأشياء قذف الله فيه النور فينشرح وينفسح فيكون محلاً للمحبة والمعرفة، والشوق والوصلة.

سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم يقول: سمعت أبا جعفر الملطى يقول: عن على بن موسى الرضا عن أبيه عن جعفر بن محمد عليهم السلام فى قوله { وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّآئِفِينَ } قال: طهر نفسك من مخالطة المخالفين والاختلاط بغير الحق، والقائمين هو قواد العارفين المقيمون معه على بساط الأنس والخدمة، { وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ }: الأمة والسادة الذين رجعوا إلى البداية عن تناهى النهاية.