الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ وَذَا ٱلنُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي ٱلظُّلُمَاتِ أَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ }

قوله تعالى ذكره: { وَذَا ٱلنُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً } [الآية: 87].

قال الجنيد رحمة الله عليه: مغاضبًا على نفسه فى ذهابه فظن أن لن نأخذه بغضبه وذهابه.

وقال ذو النون: أخفى ما يخدع به العبد من الألطاف والكرامات ورؤية الآيات.

قال الواسطى رحمة الله عليه فى قوله: { إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً } قال: لا تكونوا من بنى المباردة والمقابلة، وكونوا من بنى الرحمة بالتصريف والفضل.

قال القاسم فى قوله: { فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ } توهم أن لن نقضى عليه العقوبة وذلك لحسن ظنه بمولاه.

قال فارس فى قوله: { إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً } قال: كان غضبه على قومه بخلافهم له على جواب الدعوة { فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ }: أى لن نقدر على الانتقام منهم. ليعلم أنه ليس للطاعة ولا للمعصية عنده قدر.

قال الجنيد رحمة الله عليه: ظن أن لن نقدر نريه قدر نفسه فى سخطه على عبادنا.

وقال فى قوله: { إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ }: أى من الجاهلين، أنك لا تقرب بطاعة، ولا تبعد بمعصية.

قال الواسطى رحمة الله عليه فى قوله: { وَذَا ٱلنُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً } إلى قوله { نُنجِـي ٱلْمُؤْمِنِينَ } إذا عرفوا أحسنوا الدعاء وأحسنوا طريقة السؤال بدأ بالتوحيد لا إله يقدر على ما فعلت إلا أنت سبحانك نزهه عن الظلم وقرفوا عليه فى فعله به ونسب الظلم إلى نفسه اعترافًا واستحقاقًا.